البشراوي:

البشراوي: "جائزة فلسطين العالمية للآداب" أتت لتقول للمثقفين أصمدوا بمفردكم

قالت الإعلامية التونسية "كوثر البشراوي"، عن مدى أهمية جائزة فلسطين العالمية للآداب، أن إعطاء هذه الجائزة لفلسطين هو في حد ذاته وان جاء متأخراً فهو فخر لفلسطين، لانها باسم فلسطين وايضا لإعطاء الحق لأصحابه.

وتابعت الكاتبة البشراوي على هامش مشاركتها في حفل ختام جائزة فلسطين العالمية للآداب، والتي ستقدّم هذا الحفل في العاصمة بيروت، مشيرة الى أهمية تخصيص هذه الجائزة في ظل الظروف التي تمرّ بها المنطقة، وقالت: ضروري من الإنسان عندما يعطي تقييم يعطي تقييم على ضوء ما يرى وليس ما يتوقع، لأنه نحن من مآسي فلسطين توقعاتنا كثيرة والفعل قليل، مع الأسف منذ ٧٤ عام لم يجرؤ عربي واحد أن يعلن جائزة باسم فلسطين بكل الأموال العربية وبكل المليارات العربية التي انفقت على جوائز عدّة في العالم، لم نسمع بها كجائزة، هذا في حد ذاته وان جاء متأخراً فهو فخر لفلسطين، لانها باسم فلسطين وايضا لإعطاء الحق لأصحابه.

وفيما توجّهت الإعلامية التونسية البارزة بالشكر لإيران حكومة وشعباً على دعمها للقضية الفلسطينية، وبينما أشادت بالدعم الكبير والحقيقي الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للفلسطينيين في نضالهم ضد الحلتل، قالت البشراوي: شكرا إيران حكومة وشعبا لأنه عشاق فلسطين في كل مكان، فهذا التاريخ يجب ان يقال، هذه أول مرة منذ قرن، منذ أن بدأت نكبة فلسطين في الـ٤٨، تجرؤ مجموعة من المثقفين من أصحاب الفعل وليس أصحاب الكلمة فقط، ويعلنون هكذا جائزة، لا سيما أنها جاءت في توقيت حساس الكل مرتبك، حيث أن معظم المثقفين خاصةً من العرب هم في حالة ارباك في ضوء أجواء التطبيع.

وأردفت: يعني حتى العاشق الحقيقي صمد يعرف أنه سوف يخسر لقمة عيشه سوف يخسر وطنه جنسيته فالجائزة أتت في لحظة قد تعيد بعض الثقة للصادقين، لانه نعم نحن نعيش في زمن المنافقين، لهم الغلبة هذه حقيقة المال والإعلام بأيديهم والتهديد والترغيب بأيديهم.
وأكملت: هذه الجائزة أتت لتقول للمثقفين والأدباء اصمدوا بمفردكم، لان معاناة المثقفين المبدعين والأدباء والشعراء أنه لا أبواب تفتح لهم، وكل واحد يتيم بمفرده، ولكن عندما نكون مجموعة سنكون قادرين على التصدّي والمقاومة.

وأضافت: الإستمرار أن نخرج من صيغة الفرد المنسي إلى المجموعة التي تقول ما زلنا هنا، مؤكدا أنه علينا أن نبدأ صفحة فلسطين المبتسمة، فلسطين القادرة فلسطين المؤمنة بنصرنا، وليس المترددة في خطاها، وليس فلسطين العزاء فقط.

*تقديم فلسطين القوية
وتابعت: اتمنى هذه الجائز أن تتمكن من تقديم فلسطين القوية وليس فلسطين المكسورة لان فلسطين المكسورة صنعت مثقفين مكسورين، وصنعت منافقين دموعهم كدموع التماسيح.
وأشارت البشراوي في هذا السياق، الى ايران كأنموذج بنّاء ومقاوم داعم للقضية الفلسطينية، وقالت: مثلما إيران علّمتنا أن نقاوم ونحن مرفوعي الرأس، أرجو أن نأخذ من ايران هذه القوّة والصلابة في المقاومة والمواجهة.
وأضافت: ارجو ان تكون هذه الجائزة مقاييسها مختلفة ومحترفة، مؤكدةً أنه علينا أن نرقى الى فلسطين بمستوى عالي.
وعن أهمية دعم فلسطين بالعمل لا بالقول فقط، قالت الإعلامية التونسية  البارزة: فلسطين يجب أن افعل شيء لأجلها وليس الكلام عنها، لا يكفي الكلام، أنجز الملايين بالحديث عن فلسطين في حين كانت تزيد فقرا، انا انتقد نفسي لانه لا احب انتقاد الآخرين، وتابعت: عملت في اهم اعلام عربي لعب بالقضية الفلسطينية ويقود اليوم التطبيع، ولم اكن ادرك اللعبة، ساهمت بجهل وليس بوعي وانا ارفض ان اعيد اخطائي السابقة، وجئت من أحل فلسطين، ولولا اسمها لم آتي بكل صراحة.

واختتمت كلامها الذي بدا مفعماً بالأمل والإرادة عن ضرورة التعرّف على عشاق فلسطين وداعميها، وقالت: فلسطين موجودة في كل مكان في كل الأديان، ليس فقط عرب وايرانيين، فلسطين موجودة في استراليا في ايرلندا، لديّ اصدقاء ايرلنديين يكتبون عن فلسطين لم يسمع احد عنهم، فجهلنا لا يبرّر عدم وصولنا إليهم، من الضروري ان نجتهد لكي نصل لكل عاشق لفلسطين لكن بغير مناخ.

أکتب تعلیقا