«الصخرة المقدسة» رواية قصصية عن أحداث طوفان الأقصى
كتاب «الصخرة المقدسة» بقلم محدثة أصلاني، يروي العمليات الإلكترونية لقوات المقاومة ويعكس حقائق طوفان الأقصى.
كتاب «الصخرة المقدسة» هو أحدث أعمال محدثة أصلاني، الذي يروي بطريقة وثائقية مشوقة جزءاً من الحقائق خلف الكواليس للعمليات الإلكترونية لقوات المقاومة والأحداث المرتبطة بطوفان الأقصى في قالب قصصي جذاب.
في هذه الرواية، حاولت الكاتبة باستخدام عناصر الواقعية والتشويق أن تعكس زاوية مختلفة للحرب المعلوماتية والإلكترونية في الشرق الأوسط. تُروى القصة من خلال حياة امرأة اسمها سارة، التي تدخل في مهمة خطيرة لإنقاذ شقيقها من سجون إسرائيل. في هذا الطريق، تخطو إلى عالم العمليات الإلكترونية المعقد؛ عمليات تتشابك في مسارها مع أحداث 7 أكتوبر وطوفان الأقصى.
يتقدم الكتاب في مستويين سرديين: أولاً، قصة سارة الشخصية التي تنخرط كعضو في قوات المقاومة في مهمة متعددة الطبقات، وثانياً، انعكاس الأحداث الميدانية والمعلوماتية التي تتقدم بالتوازي مع الخط الرئيسي للقصة. استخدمت الكاتبة في سرد هذين الخطين القصصيين نظرة تحليلية وبحثية لتحقيق التوازن بين الحقائق التاريخية والعناصر القصصية.
من خلال أوصاف وحوارات الشخصيات، يتعرف القارئ على مفاهيم جديدة من المعارك المعلوماتية، والتجسس العكسي، والحرب الإلكترونية. في الوقت نفسه، يحاول الكتاب بدلاً من التركيز على الجوانب العسكرية البحتة، إبراز الطبقات الإنسانية والعاطفية للشخصيات؛ خاصة في الأجزاء التي تتعثر فيها سارة بين واجبها ومشاعرها.
يتشكل سرد الكتاب في إطار زمني ومكاني خاص؛ من الفضاء الأمني عالي المخاطر في تل أبيب وسجون إسرائيل إلى أزقة وأنفاق غزة. هذه الجغرافيا متعددة الأوجه وفرت بيئة مناسبة لدمج التشويق والواقع.
في أجزاء من العمل، يتم الإشارة إلى أحداث حقيقية من عام 2023 ميلادي، بما في ذلك عملية طوفان الأقصى. حاولت أصلاني بالاعتماد على البيانات الميدانية والمصادر التحليلية أن تقدم صورة قابلة للتصديق عن فضاء المقاومة وردود الفعل الإعلامية والدولية في تلك الفترة.
يمكن البحث عن الموضوع الرئيسي لكتاب «الصخرة المقدسة» في ربط ثلاثة مفاهيم: «المعلومات»، «الإيمان»، و«الهوية».
شخصية سارة، كمحور للقصة، تمثل جيلاً من قوات المقاومة الذين يمتلكون إلى جانب القدرات التكنولوجية والتحليلية، دوافع عاطفية وإنسانية. من خلال اختيار مثل هذه الشخصية، تمكنت الكاتبة من خلق رواية إنسانية عن معركة تكنولوجية.
جزء كبير من الكتاب مخصص لعرض كيفية تنظيم العمليات الإلكترونية. هذه العمليات أعيد بناؤها في قالب سردي قصصي، ولكن بناءً على منطق تقني وأمني. في الوقت نفسه، يتناول العمل دراسة تأثير هذه المعارك على الرأي العام ووسائل الإعلام العالمية؛ قضية نادراً ما يتم الاهتمام بها في الأعمال القصصية حول موضوع المقاومة.
أسلوب كتابة محدثة أصلاني في «الصخرة المقدسة» هو مزيج من النثر السردي والتقريري. تستخدم جمل قصيرة، إيقاع سريع، وزاوية رؤية محدودة للحفاظ على شعور التشويق throughout القصة. لغة العمل رغم بساطتها، لا تخلو من مصطلحات أمنية وتقنية، مما يجعل الفضاء الإلكتروني والمعلوماتي للكتاب يبدو مقنعاً.
في تجسيد مشاعر الشخصيات، تستفيد الكاتبة من أوصاف دقيقة وحوارات داخلية. هذه الأجزاء بارزة خاصة في سرد الصراعات الذهنية لسارة؛ حيث تتردد بين واجب المهمة ومشاعرها الشخصية.
«الصخرة المقدسة» رغم كونه عملاً قصصياً، إلا أنه في أجزاء يقترب من الحقائق التاريخية والسياسية اليومية للمنطقة. الإشارات المباشرة إلى 7 أكتوبر، الهجمات الإلكترونية، نشاط الموساد، ورد فعل قوات المقاومة، منحت العمل طابعاً وثائقياً.
استخدمت الكاتبة بيانات واقعية مع الالتزام بالأطر القصصية، فخلقت فضاء ليس خيالياً بحتاً ولا تقريراً جافاً عن حدث واقعي.
إلى جانب السرد التقني والأمني، للجزء الإنساني من القصة دور بارز. تواجه سارة خلال مهمتها تناقضات؛ بين الحب والواجب، بين الخوف والإيمان، وبين الفردية والالتزام الجماعي. جعلت الكاتبة هذه التناقضات مادةً لمعالجة نفسية الشخصيات ومن خلالها، أظهرت الجوانب الإنسانية للمقاومة.
في جزء من الكتاب جاء:
«في هذا الطريق الذي كان الأخير لها، كان عليها استخدام كل حيلة وأسلوب. حتى لو اضطرت للتظاهر بأنها تقوم بكل هذه الأعمال من أجل التعلق. الموت في عملية الصخرة المقدسة لم يكن ما تريده؛ كان لديها الكثير من الأعمال التي يجب أن تنفذها. كانت عاصفة في الطريق لا تريد أن تُستبعد قبلها.»
هذا المقطع من الكتاب يعكس جيداً الأجواء المضطربة والداخلية للشخصية الرئيسية، وأسلوب المؤلف فيه مزيج من الإثارة والتأمل.
نُشر هذا العمل في 307 صفحة عن دار نشر كتاب جمكران.

