رواية تجسس مثيرة عن آخر صراع للفلسطينيين مع إسرائيل

رواية تجسس مثيرة عن آخر صراع للفلسطينيين مع إسرائيل

رواية تجسس مثيرة عن آخر صراع للفلسطينيين مع إسرائيلكتاب "عيني في القدس" إلى جانب كونه قصة تجسس، يحتوي أيضًا على قصة حب مثيرة. من خلال اختيار هذا الخط والتطرق إليه، يوسع المؤلف جمهوره فعليًا.

وفقًا لما أفادت به العلاقات العامة للجائزة العالمية للأدب الفلسطيني، تمكن كتاب "عيني في القدس" من الحصول على المركز الثالث في قسم الرواية في الدورة الأولى للجائزة العالمية للأدب الفلسطيني. هنا سنلقي نظرة على هذا الكتاب:

بنيامين راحيل هو الشخصية الرئيسية في هذه القصة الفلسطينية. ولد في عائلة يهودية لأم مسلمة. بعد وفاة والده ذهب إلى لبنان وأصبح مسلمًا هناك. في شبابه، بسبب نشاطه النضالي وارتباطه بحركة تحرير القدس، عاد مرة أخرى إلى جذوره الأبوية وحاول بإخفاء إسلامه كشف مخططاتهم ونقلها إلى الحركة. هذه الأحداث تشكل الحبكات الفرعية للقصة؛ أحداث مليئة بالتشويق والصراع. بنيامين في بداية هذا الكتاب، الذي حسب قول المؤلف هو الجزء الثاني من عمل آخر له، عندما يكتشف في فحوصاته أن هناك شريحة دقيقة بالقرب من دماغه تقربه من الموت في كل لحظة، يقرر تكريس حياته للحركة.

يعود إلى فرنسا وينضم في صورة يهودي صهيوني متعصب إلى المجالس الخاصة للقادة ويطلع على عملية تدمير القدس. عندما يعود إلى إسرائيل، يكتشف أن ابنته بالتبني سارة ذهبت إلى فرنسا ومن المقرر أن تشارك هناك في عملية إرهابية وأن حياتها في خطر. سماع هذا الخبر يكون صادمًا للقارئ أيضًا ويواجهه بتحدٍ خطير. يعود بنيامين إلى فرنسا لإنقاذ القدس من الدمار وإنقاذ سارة أيضًا. خلال هذه التقلبات، يتوصل إلى خطة لقتل أحد قادة تلك العملية، موشيه شالو ومجموعة غاش أمونيوم، ويقتله على حساب فقدان حياته هو نفسه وينقذ القدس وسارة.

زاوية الرؤية تتناوب بين بنيامين وسارة. قام المؤلف بالكثير من البحث في التفاصيل، وبالتالي بنى جواً وإطاراً ملموساً للقارئ. الشخصية الرئيسية في القصة متعددة الأبعاد وتحمل سخرية. نهاية القصة تلمح إلى استهداف القبة الحديدية من قبل حركة التحرير، وهو ما يشكل نبوءة من المؤلف. كما أن الإشارة إلى القائد سليماني في القصة تشبه النمط البدئي (أركيتايب) ونموذجًا لبسالة واستشهاد بنيامين.

"عيني في القدس" هي رواية فريدة من نوعها من حيث أنها ترسم الصورة من وجهة نظر يهودي صهيوني؛ يهودي صهيوني لم يعد ملتزمًا في قلبه بتعاليم الإسرائيليين. تمكنت مريم مقاني في هذا العمل من الحصول على العديد من التفاصيل من حياة اليهود واستخدامها في الرواية؛ وكأننا في النظرة الأولى أمام رواية غير إيرانية. المؤلفة نسيت هويتها الإيرانية وترتدي، تفكر وتتحدث مكان بنيامين راحيل. التحرر هو رسالة هذه القيمة وموضوعها هو الهدف المتفق عليه بين جميع أحرار العالم؛ بحيث أن الشخصية الرئيسية في هذه القصة تستلهم من القائد سليماني لتمنح نفسها هوية وتؤكد للقارئ الإيراني أن بينهم معرفة وروابط ثقافية.

نظرًا لأن هذا العمل يتناول بعمق عالم حياة إسرائيل، يمكن أن يكون مصدرًا معلوماتيًا جيدًا لفهم الجغرافيا الثقافية لهؤلاء الناس؛ وبالتالي، إلى جانب الجانب القصصي، فهو مفيد أيضًا لزيادة معرفة جمهوره. يجب اعتبار الفئة العمرية التي يمكن أن تكون جمهورًا لهذا العمل هي جميع من يستطيعون فهم قصة العمل ولا توجد محظورات أو قيود خاصة.

رواية "عيني في القدس" تمتلك أسلوبًا عفيفًا ونظيفًا، والعقل المبدع والمتجول للمؤلفة استطاع أن يبني قصة جذابة، دون أن تكون هذه الجاذبية مدينة للنكات الجنسية واللحظات الإيروتيكية. انتقال الشخصيات بين ذكرياتهم في القدس وباريس وبيروت هو أيضًا من بين عناصر الجذب في القصة. جهد المؤلفة للاطلاع على هذه الأقاليم جدير بالإشادة. على الرغم من أن الرواية تُعتبر رواية أيديولوجية وتختلف عن النماذج العربية لهذا الموضوع، إلا أنه يجب القول أن هذا الكتاب من بين أفضل الروايات التي كُتبت في مجال فلسطين ويمكنه المنافسة مع أفضل الروايات في هذا المجال.

أکتب تعلیقا
capcha