إنبات بذرة طوفان الأقصى

إنبات بذرة طوفان الأقصى

يقول الشهيد يحيى السنوار في مقدمة الكتاب: كل شيء آخر في هذا الكتاب حقيقي تماماً؛ إما أنني عشته بنفسي، أو سمعت وشاهدت الكثير من هذه الأحداث من أفواه أولئك الذين هم وعائلاتهم وجيرانهم قد خبروها على مدى عقود في الأرض الفلسطينية العزيزة.

وفقاً لما أعلنته العلاقات العامة للجائزة العالمية للأدب الفلسطيني، فقد كُتب كتاب "الشوك والقرنفل" حول موضوع فلسطين بقلم أسطورة المقاومة الشهيد يحيى السنوار. هنا سنلقي نظرة على هذا الكتاب:

هناك روائع تولد في أحضان ليالي السجن المظلمة وأيامه الطويلة؛ ومن بينها "محادثات مع نفسي" لنيلسون مانديلا، زعيم الحركة المناهضة للفصل العنصري، الذي يمثل النضال ضد الظلم. لكن هذا ليس المثال الوحيد. يحيى السنوار، المناضل الفلسطيني، خلال 22 عاماً من الأسر تحت سيطرة المستعمرين، كتب رواية ليست مجرد عمل أدبي، بل هي صوت غضب وأمل الشعب الفلسطيني. كتاب "الشوك والقرنفل" يروي التناقضات التي تتدفق بين الحياة والموت، الاستسلام والمقاومة، واليأس والأمل. هذه التناقضات تتجذر في قلب القصة وتأخذنا إلى عمق تجربة وألم أهل غزة.

كتاب "الشوك والقرنفل" يرسم صورة لشعب وقع بين السجن أو الحرية، الصمت أو الصرخة، والمذلة أو المقاومة. تناقضات حاضرة في كل لحظة من حياتهم. نور الحرية في ظلمة الاحتلال، مثل شعلة تقف في وجه الريح. يتحدث السنوار عن اللوز المر والحلو؛ اللوز المر للحرب والموت الذي ينضج الناس ويجعلهم ينمون، واللوز الحلو للأمل والحب الذي يربطهم بالحياة. هذا التناقض بين البقاء والفناء هو محور السرد الرئيسي. الحياة بالنسبة لهم إما في السجن المفتوح لغزة أو في ساحة المعركة والنار. الوفاء للمبادئ هو ما يحافظ على حياة الشعب الفلسطيني في مواجهة خيانة القيم.

هذا الكتاب يظهر جيداً التناقض بين الألم والعلاج؛ شعب يصنع سلاحه في وسط الدم والنار، وفي نفس الوقت يستقبل الغضب الخارجي بسلام داخلي. السلاح في اليد والدمعة في العين، الهم في القلب والأمل في الصدر، هذه التناقضات المتكررة تجسد روح مقاومة الشعب الفلسطيني. يستخدم السنوار المحسنات البديعية بين الحرب والأسر والسلاح والأمل، ليرسم صورة شاملة عن عالم فلسطين؛ الرصاص والبارود، السجن والقضبان الباردة، التراب والدم جميعها معاً شكلت عناصر حياة هذا الشعب.

كتاب "الشوك والقرنفل" يظهر لنا كيف أن هذا الشعب، بمرارة الهزيمة وحلاوة الأمل، يخطو من الظلمة إلى النور. التناقضات بين قيود الظلم وأعلام الحرية، الموت والحياة، الهزيمة والانتصار، هي المحور الرئيسي لهذه القصة. الشوك يرمز للصعوبات والقرنفل يرمز لآمال برعمت من أرض فلسطين.

 

أکتب تعلیقا
capcha