إذا لم نُسجل بطولة الفلسطينيين نكون قد خُنَّا دماء شهدائهم

إذا لم نُسجل بطولة الفلسطينيين نكون قد خُنَّا دماء شهدائهم

قال محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا: «المقاومة وبطولة الشعب الفلسطيني التي لم يشهد العالم مثلها، تستحق الكثير من الاهتمام والدعم بكل الطرق، وواجبنا ككتاب ومفكرين وفنانين وإعلاميين أن نُسجل ونتُتبع هذه البطولات، وإلا فإننا قد خُنَّا دماء الشهداء.»

وفقاً لتقرير من الأمانة العامة للجائزة العالمية للأدب الفلسطيني، ونقلاً عن وكالة فارس للأنباء، الدورة الثانية للجائزة العالمية للفلسطيني التي ستُعقد في الأيام القادمة في مدينة بغداد، وهي جائزة تتم بمشاركة الدول العربية. أجرينا حواراً مع محمد الحوراني، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا وعضو مجلس السياسات للجائزة العالمية للفلسطيني حول هذه الجائزة، والذي نقرأه فيما يلي.

ما مدى ضرورة وجود جائزة أدبية عالمية حول موضوع فلسطين؟

قضية فلسطين ليست حصراً على الشعب الفلسطيني؛ رغم أنهم دفعوا الثمن الأكبر منذ حوالي قرن حتى الآن. قدم المقاومون بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص تضحيات كبيرة؛ لذلك، ونظراً للجهود الواسعة لزيادة الوعي والجهل للأجيال وخاصة الأطفال والشباب حول عدالة هذه القضية، من الجدير تخصيص جوائز كبيرة تتناسب مع هذه القضية ومعاناة الشعب. تتضح أهمية وضرورة إنشاء هذه الجائزة في مواجهة الثقافة العبثية التي اجتاحت العالم وسيطرت على عقول المراهقين بعيداً عن القضايا الأخلاقية والإنسانية والوطنية.

 

برأيك، ما تأثير الجائزة العالمية للأدب الفلسطيني على توعية العالم حول قضية فلسطين؟

على الرغم من حداثة إنشاء هذه الجائزة، إلا أنها كان لها بلا شك تأثير كبير وملحوظ على الساحة الثقافية والأدبية المتعلقة بقضية فلسطين، كما أسهمت في إحياء المكانة الأدبية وتوثيق تاريخ فلسطين. بشكل عام، ترتبط فلسطين وأحداثها أيضاً بأدب الطفل الفلسطيني، وأدب السجن، والمذكرات، والقصة، والرواية، وغيرها من الأنواع الأدبية. وهذا يعني تعزيز الذاكرة الأدبية المتعلقة بفلسطين وتطويرها من الناحية الأدبية والتاريخية والشعرية وفي جميع المجالات والميادين الإبداعية والمعرفية.

 

هل أدت الجائزة الفلسطينية بشكل عام، وخاصة في بلدك، إلى ازدهار الإنتاج الأدبي في مجال المقاومة وفلسطين؟

بشكل عام، وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بقضية فلسطين، خاصة في أدب المقاومة في بلدي سوريا، إلا أن هذه الجائزة لعبت دوراً كبيراً وساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز إبداع المقاومة وتعزيز حضورها على الساحة الثقافية والإبداعية السورية. كان المشاركة السورية في الدورة السابقة للجائزة والمشاركة الواسعة والبارزة في هذه الدورة من الجائزة العالمية للفلسطيني واضحة. كان للجائزة العالمية للفلسطيني دور في تشجيع الكاتب والناشر السوري على الاهتمام والعناية أكثر بقضية فلسطين. يتجلى هذا بوضوح في معرض الكتاب السوري الذي أقيم مؤخراً في دمشق ومن خلال إصدار الكتب المطبوعة في السنوات الخمس الماضية المتعلقة بقضية فلسطين وأدب المقاومة.

 

ما هي البرامج والإجراءات التي تم تنفيذها في بلدك لتعزيز إنتاج الكتب حول موضوع فلسطين؟

الحقيقة أن العديد من البرامج والمشاريع التي نقوم بها لتعزيز إنتاج الكتب المتعلقة بفلسطين، تشمل جوائز ومسابقات تؤدي إلى طباعة عدة كتب في مجالات أدبية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، ندعو الكتاب والأدباء والمهتمين لمناقشة وتبادل الآراء حول بعض القضايا الأساسية المتعلقة بما يحدث في فلسطين؛ قضايا مثل جرائم المحتلين ضد الشعب الفلسطيني وحروب الإبادة الجماعية التي شُنَّت ضدهم للقضاء على وجودهم وتدمير ما تبقى منهم.

كما نُشر بعض الكتاب المتخصصين في مجال التاريخ والآثار للكشف عن التزييفات التي يسعى إليها المحتلون لإثبات حق ملكيتهم على أرض فلسطين. علاوة على ذلك، تُنشر مجموعات شعرية وروايات تُسجل أحداث فلسطين أدبياً وتوثق بطولة وحقوق الشعب الفلسطيني بشكل إبداعي.

 

ما هي النماذج والطرق التي تقترحها لتحفيز تيار إنتاج الكتب حول موضوع مثل فلسطين؟

أولاً، يجب أن يتحلى الكاتب في كتاباته حول قضية فلسطين بالإخلاص والصدق والشفافية، وأن يلمس الألم والمعاناة، وأن يقدم دليلاً ووثيقة لكل ما يكتبه في هذا المجال. كما يجب على الأديب والباحث والمؤرخ الذي يكتب الكتب والبحوث حول فلسطين أن يتجنب الألغاز واللعب بالكلمات والحروف والجمل في كتاباته؛ لأن قضية العدل لا تقبل سوى الصدق والشفافية والالتزام الأخلاقي، وليس هناك قضية أكثر عدلاً وصدقاً من قضية فلسطين.

 

ما هي متطلبات نجاح جائزة أدبية للتأثير على الجمهور العالمي؟

أحد أهم متطلبات نجاح هذه الجائزة على المستوى الإعلامي هو تسويقها عبر وسائل الإعلام في الدول الغربية وفي جميع أنحاء العالم. يجب الاستفادة من دعم الشباب المؤيدين والمناصرين لقضية فلسطين، لأن هؤلاء الشباب يشكلون عدداً كبيراً في الجامعات والمؤسسات التعليمية وحتى المدارس الغربية. يمكن تأكيد هذا بما حدث مؤخراً في الجامعات والمؤسسات التعليمية في الدول الغربية. لهذا السبب، يجب التركيز على الدبلوماسية الناعمة ودعم وشكر كل من أبدى تضامناً مع قضية فلسطين خاصة بعد عملية طوفان الأقصى. ويجب بشكل خاص تقدير أولئك الذين تم فصلهم من عملهم أو ابتعدوا عنهم بسبب دعمهم للشعب الفلسطيني. كما يجب العمل على إنشاء ملتقى ثقافي وإعلامي من الشباب المؤيدين لقضية فلسطين في الغرب لتقديم مظلومية الشعب الفلسطيني والتأكيد على عدالة قضيته خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأنواع الوسائط الحديثة المختلفة.

 

كيف تقيم مدى تأثير هذه الجائزة في تشجيع الكتاب والناشرين على إنتاج الكتب في مجال فلسطين في بلدك؟

المقاومة وبطولة الشعب الفلسطيني التي لم يشهد العالم مثلها، تستحق الكثير من الاهتمام والدعم بكل الطرق؛ لأن المقاومة في ساحة المعركة تؤدي واجبها الديني والأخلاقي والوطني وتقدم بطولات غير مسبوقة. وواجبنا ككتاب ومفكرين وفنانين وإعلاميين أن نُسجل ونتُتبع هذه البطولات، وإلا فإننا قد خُنَّا دماء الشهداء الأطهار وبطولاتهم الشريفة.

 

إلى أي مدى تُعرف هذه الجائزة بين الدول والشعوب؟

ما هي الاقتراحات التي تقدمها لتعزيز الجائزة وزيادة ظهورها وفعاليتها؟ هذه الجائزة قد شوهدت في دول العالم وبين الشعوب؛ لكن هذا لا يكفي ويجب بذل الجهود لترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغات الدولية وإيصالها إلى شعوب العالم المختلفة. يجب اتخاذ الإجراءات لإعداد الأفلام المتعلقة بالجائزة والترويج لها عبر وسائل الإعلام المختلفة المترجمة إلى اللغات العالمية. كما يجب بذل جهود جيدة لعقد مسابقات لأفلام قصيرة خاصة بفلسطين وتسويقها بين الشباب وطلاب الجامعات في الدول العربية والإسلامية والغربية.

أکتب تعلیقا
capcha