«تل أبی سقطت» كتبته متأثراً بفكر قائد الثورة

أكدت الكاتبة اللبنانية:

«تل أبی سقطت» كتبته متأثراً بفكر قائد الثورة

تقول مؤلفة رواية «تل أبی سقطت» والفائزة بالدورة الأولى لمهرجان الكتاب الفلسطيني إنها كتبت روايتها متأثرة بأفكار قائد الثورة في الدعوة إلى تحمل المسؤولية في مختلف المجالات ووقوف الحق أمام الباطل.

وفقاً لما أفاد به أمانة جائزة أدب فلسطين، فإن أدب المقاومة الذي يُعد أحد أهم المعاقل الثقافية للأمم الثورية في مواجهة العدوان العسكري والسياسي والثقافي، قد وصل اليوم إلى مرحلة من الازدهار في العالم، حيث يستمر جانب بارز من أدب المقاومة في أرض فلسطين، وقد أثرى العديد من الكتّاب من داخل فلسطين وخارجها هذا الأدب بأعمالهم، ورغم أن الأدب القصصي الفلسطيني لا يلمع بقدر شعره، إلا أن العديد من الكتّاب من هذه الأرض سواء من داخلها أو خارجها قد سعوا في السنوات الأخيرة إلى أن يكونوا صوتاً للمظلومين من شعب هذه الأرض للعالم من خلال رواياتهم القصصية. إذا كان شعراء المقاومة قد اتخذوا محمود درويش نبراساً لهم وبدأوا بنظم الشعر للمقاومة اقتداءً به، فإن كتّاب المقاومة أيضاً قد اتخذوا غسان كنفاني الكاتب والصحفي الفلسطيني وإميل حبيبي الكاتب الشهير من هذه الأرض نموذجاً لهم وسعوا إلى إثراء الأدب القصصي للمقاومة كما هو الحال في الشعر. في العقد الماضي، جرّبت الكاتبات الفلسطينيات أقلامهن في ساحة المقاومة، وإحدى هؤلاء الكاتبات هي سمية علي هاشم الكاتبة الفلسطينية الشابة التي عرّفت نفسها للعالم من خلال روايتها «سقوط تل أبيڤ».

تم تقديم النسخة العربية من هذا الكتاب لأول مرة إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية أثناء زيارته لمعرض طهران للكتاب من قبل محمد علي آذرشب أستاذ اللغة العربية وآدابها، وبعد ذلك نُشرت بترجمة سعيدة السادات حسيني عن طريق دار نشر «كتابستان معرفت».

«سقوط تل أبيڤ» تحكي عن أناس يجعلون الدفاع عن المظلوم، بغض النظر عن أي توجه سياسي، نبراساً لحياتهم. هذه الرواية هي سيناريو لتحرير فلسطين والقضاء على كيان إسرائيل بطرق مختلفة، قصة تمكنت في عام 2022 من الفوز بجائزة مهرجان الكتاب الفلسطيني.

يشير عنوان القصة إلى أمنية قلب الكاتبة التي تطرقت إليها مراراً في حواراتها، أمنية أصبحنا الآن بعد عمليات طوفان الأقصى والوعد الصادق وغيرها أقرب إليها. تروي رواية «سقوط تل أبيڤ» في 11 فصلاً، يحمل كل فصل اسمًا من أسماء مدينة القدس القديمة: باب الخليل، النبي داود، الحديد، المراقب، العمود، الأسود، المغاربة، الرحمة، الأعزب، المثلث، والزوجي هي عناوين هذه الفصول الـ11.

تبدأ أحداث الرواية في بيروت، في مقهى تشبه روحه فلسطين، حيث كانت خريطة فلسطين قبل عام 1948 على «جدار التاريخ» في المقهى وصور منازلهم... .

سمية علي هاشم كاتبة لبنانية من أصل فلسطيني، حاصلة على ماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة لبنان وشهادة في الفقه والمعارف الإسلامية من جامعة المصطفى(ص)، وهي تعتقد أنه يمكن اليوم من خلال المسرح، السينما، الكتابة، الرواية، الشعر، النثر والموسيقى تقديم حلم النصر، انتصار الحق على الباطل، انتصار فلسطين، انتصار المشروع الإلهي على الشيطان العالمي، ومن هنا جاءت كتابة رواية «سقوط تل أبيڤ».

وتعتبر هذه الرواية خياراً تتحدث من خلاله عن حلمها، حلم والدها الذي وقع في الأسر لدى العدو الصهيوني في سجن عتليت بأرض فلسطين المحتلة، في مكان لم تكن قد ولدت فيه بعد. تقدم روايتها كرد على رواية «ثيودور هرتزل» التي ترجمت إلى العربية بعنوان «أرض جديدة قديمة»، وتقول: «كانت تل أبيڤ شارعاً صغيراً في يافا كان اليهود يعيشون فيه، قبل أربعين عاماً من احتلال تل أبيڤ ليافا بأكملها، جاءت رواية «سقوط تل أبيڤ» لإعادة بناء يافا وفلسطين».

تعتبر علي هاشم روايتها الأولى كأول طلقة من البندقية إلى صدر العدو، وتقول: هذه الرواية كانت لإرواء هذا العطش بأنني كنت أتمنى النصر الذي لا مفر من تحقيقه وأردت أن يعيش شعبي من أجل النصر الحقيقي. مسؤوليتنا اليوم كشعب واع هي تعريف العالم بصورة العدو، الكتابة، توثيق الأحداث، صناعة الأفلام وكتابة الرواية، القصة والحكاية، ذكريات تخبر العالم اليوم بما حدث وما يحدث...، هذا واجبنا تجاه الأمم والأجيال القادمة. اليوم يريد الاستكبار العالمي والحركة الصهيونية غسل عقل الجيل الجديد وإظهار صورة براقة لهم. طريق مواجهة التطبيع العالمي مع الحركة الصهيونية هو كشف الوجه المصاص للدماء للصهيوني، الوجه الحقيقي الذي يحاول المحتل إخفاءه منذ زمن طويل، يجب كشف هذه القناعة بكل الوسائل الإعلامية والفنية الممكنة.

أجرينا حواراً مع سمية علي هاشم مؤلفة هذا الكتاب، وهذا الحوار كما يلي:

«سقوط تل أبيڤ» حسب اعتقاد النقاد هو سيناريو لتحرير فلسطين والقضاء على كيان إسرائيل، هل كنت تنوين كتابة مثل هذه الرواية من البداية، أم أن هذه كانت نتيجة العمل؟

«سقوط تل أبيڤ» ليست رواية خطرت قصتها ببال الكاتبة أثناء الكتابة أو منفصلة عن واقع الحياة، بل هي حقيقة الأحداث التي وقعت منذ اللحظة الأولى لنشوء الكيان الغاصب الصهيوني في فلسطين. منذ أن احتلت إسرائيل هذه الأرض المقدسة، كان الفلسطينيون يفكرون في الانتصار على المحتلين؛ hence فكرت في أنه يمكن الكتابة عن حقيقة الانتصار المشرف لفلسطين على الكيان الصهيوني.

فكرة كتابة الرواية كانت فكرة واقعية ومتأثرة بهذا المبدأ أن المجتمع يتأثر دائماً بالأعمال الفنية والأدبية. كانت مسؤوليتي في هذا المجال هي التعبير عما يجعل الأمة الإسلامية تفكر في القيام والانتصار على إسرائيل. حاولت من خلال كتابة هذه الرواية نقل روحية تحقيق الوعد الإلهي أي النصر إلى الناس، لأن الأمة يجب أن تعيش في كل لحظة، حاضراً ومستقبلاً، بروحية الانتصار على العدو.


في الكتاب هناك إشارات إلى أسماء مناطق مختلفة، مواقع،... مع معلومات مفصلة عن الأراضي المحتلة، مما يعرّف القارئ جيداً بفلسطين واحتلالها، هل كانت هذه الإشارات الجغرافية مقصودة؟ وما الهدف الذي كنت تتبعينه؟

كما تعلمون، بسبب وجود قوات الاحتلال، لا يمكن معرفة حقيقة تاريخ فلسطين، لأن المحتلين من ناحية يحاولون تغيير تاريخ المنطقة بالكامل لصالحهم ويسعون لإخفاء الحقيقة، ومن ناحية أخرى تحاول إسرائيل إخفاء كل التفاصيل ومظاهر الحياة المتعلقة بالفلسطينيين، لأن هذه المظاهر تدل على السيادة الشرعية للشعب الفلسطيني على هذه الأرض.

كانت عملية البحث صعبة جداً، استخدمت الكتب والفضاء الإلكتروني وشاهدت الكثير من المقاطع المصورة التي يتحدث فيها الفلسطينيون عن ظروف حياتهم وكيف يعيشون، كما درست تاريخ فلسطين، ثم اكتشفت أن فلسطين جميلة بقدر جمال منطقة «جبل عامل» في جنوب لبنان. في رأيي لم تكن هناك مشكلة إذا خيَّلت بعض المعلومات والتفاصيل التي لم أستطع الوصول إليها، hence مزجت أجواء وجوهر جبل عامل مع أجواء القدس، وهذه الرواية هي نتاج هذا المزج.

 

حدثينا عن ردود الفعل الإيجابية والسلبية بعد نشر الكتاب، يبدو أن الكتاب لاقى قبولاً ملحوظاً في الدول الإسلامية.

ربما سبب القبول الذي لاقته رواية «سقوط تل أبيڤ» في الدول الإسلامية هو ارتباط هذه الرواية بالوضع الحالي لفلسطين وضرورة وقوف الحق أمام الباطل. الاهتمام بهذه الرواية وتقبل الناس لها يدل على الاهتمام بقضية فلسطين التي هي الموضوع المحوري لهذه الرواية، في الحقيقة، شوق ولهفة الأمة الإسلامية للنصر جعلت هذه الرواية تحظى بهذا القدر من الاهتمام من قبل المسلمين، لأنها تسير في مسار تحقيق الوعد الإلهي.

 

 «سقوط تل أبيڤ» ترجمت إلى اللغة الفارسية في إيران، وقدمت كل من النسخة العربية والنسخة الفارسية إلى آية الله خامنئي قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالتأكيد رأيتِ صورة الكتاب بين يدي قائد إيران، وأنت على علم باهتمامه بقضية فلسطين، هل لديكِ ملاحظة في هذا الصدد؟

وصلت النسخة العربية من هذه الرواية إلى مقام سماحة القائد في العام الماضي، وهذا العام وُضعت النسخة الفارسية بين يديه، وهذا حدث مبارك يجب أن نشكر الله تعالى عليه، إنه توفيق لي أن تصل كل من النسختين العربية والفارسية من هذه الرواية إلى مقام سماحة القائد. بعد أن لاقت هذه الرواية اهتمام قائد الثورة الإسلامية، تمنيت أن أكمل هذه الرواية المباركة بعد لقاء مباشر مع سماحة القائد. هنا يجب أن أقول إن هذا الإنجاز (كتابة هذه الرواية) تحقق بفضل الله تعالى وهو متأثر بفكر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في الدعوة إلى تحمل المسؤولية في مختلف المجالات ووقوف الحق أمام الباطل.

 

ما مدى معرفتك بالأدب القصصي الإيراني والكتّاب الإيرانيين؟

منذ سنوات أقرأ الكتب المترجمة من الفارسية إلى العربية. هذه الكتب تتحدث عن الشهداء الإيرانيين وأحوالهم وحياتهم ومكتوبة بأشكال قصصية وروائية شيقة. كما أقرأ الأعمال المترجمة التي كتبها سماحة القائد، الإمام الخميني وغيره من العلماء، العلماء الذين أثرروا الأدب الفارسي بأعمالهم القيمة.

 

في حوار سابق قلتِ إنك كتبت رواية سقوط تل أبيڤ كأول طلقة إلى صدر العدو، حدثينا عن هذا الموقف.

سلاح الكاتب هو قلمه، هذا ما أؤمن به، وهذه الرواية هي أول رصاصة أطلقت من سلاحي الأدبي إلى صدر العدو.

 

المصدر: تسنيم

 

أکتب تعلیقا
capcha