العدو الرئيسي للعدو

العدو الرئيسي للعدو

الهولوكوست الثقافي بتدمير سبعة ملايين كتاب في غزة!

كتب ميثم نيلي رئيس المجلس الاعلى لجائزة فلسطين العالمية للآداب في مذكرة:

لقد مضى 21 شهرًا، والقوى الغربية والنظام الصهيوني دمّروا حوالي 60 ألف إنسان، من بينهم أكثر من عشرين ألف طفل وعشرات الآلاف من النساء. لقد دمّروا بالكامل أكثر من ألف وثلاثمائة عائلة وأبطلوا هوياتهم جميعًا..

ولكن هذه ليست كل القصة.

تعلمون أن غزة هي واحدة من أكثر المناطق ثقافة في العالم. المقاومة الاستثنائية، والمرونة، والصمود، والروح الأخلاقية لدى الكبار والصغار في هذه البقعة المضيئة والمدهشة، rooted في ثقافتهم وهويتهم التاريخية. حتى جزء صغير من هذه المحن والضغوط، لو حدث في إحدى الدول المدّعية بالحداثة، لتمزقوا بعضهم البعض بالتأكيد. ولكن هنا الوضع مختلف؛ التضحية، والإيثار، والتكافل، والمحبة، والصبر، والرضا بقضاء الله، والإيمان بمقولات القرآن، والتوكل والتوسل بالله ورسوله (ص)، وشعر العزة والكرامة، منحهم أملًا يمكن رؤيته حتى من خلال وسائل الإعلام. ومؤشر واحد على أملهم في النصر هو إحصائية 90 ألف ولادة طفل خلال هذه الـ21 شهرًا. إذن العدو الإجرامي والصهيوني المغتصب ليس أمامه سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونين ونصف المليون فحسب؛ بل هو يواجه هوية تاريخية ضخمة وصانعة للحضارة. هوية حافظت على سلوكها المؤمن والمتوازن حتى amidst الدماء والنيران والجوع والعطش واليتم والجروح والاستشهاد، وحوّلتهم إلى نموذج يُحتذى.

لقد فهم الصديق والعدو الآن أن مقاومة أهل غزة الهاشم، ليس لها جذور تكتيكية أو تكنولوجية، بل تعتمد فقط على عمق #الرؤية_الثقافية للإنسان في تلك المنطقة المباركة. إذن الطرف الرئيسي للنظام الإسرائيلي الشيطاني وسبب خيبات وهزائم العدو خلال العقدين الأخيرين في الحرب مع أهل غزة، هو الجذور الثقافية والهوياتية والتاريخية العميقة لأهل غزة، وذلك فحسب.

مع فهم هذا الموضوع، دعونا الآن نستعرض معًا بعض الإحصائيات الرسمية والمعلنة من غزة لنرى ما الذي حدث beyond تدمير المدن، والطرق، والمباني، والمستشفيات، والبنى التحتية الإدارية، إلخ.. في غزة، وكيف انتقم ويانتقم العدو الوحشي للبشرية من خصمه الرئيسي في هذا #الهولوكوست والحرب غير المتكافئة:

من أصل 12 جامعة في غزة، دُمّرت جميع الـ12 بالكامل، ومحقت جميع مكتباتها التي تضم كل واحدة أكثر من 100 ألف مجلد.

أكثر من 650 مدرسة بجميع فصولها وكتبها ومكتباتها المحببة لدى الأطفال احترقت في النار.

أكثر من 300 ألف نسخة من الكتب القيمة في المساجد والكنائس التاريخية في غزة أصبحت ترابًا ورمادًا.

أكثر من 80 مكتبة عامة في غزة بمحتوى يزيد عن 700 ألف كتاب، دُمّرت وأُحرقت بالكامل في قصف نظام الوحش.

أكثر من 30 مركزًا ثقافيًا وصحفيًا مع مستودعاتها ومكتباتها التابعة لها أُحرقت.

كل هذا بالإضافة إلى الكتب الشخصية الموجودة في مكتبات 250 ألف منزل دُمّر لأهلها المثقفين هناك، وكل هذا أيضًا بالإضافة إلى الكتب الموجودة والمحترقة في المؤسسات الأرشيفية ومراكز الوثائق الرسمية والتاريخية في تلك المنطقة العريقة، وبالطبع هذه إحصائيات دنيا بشكل عام وتعود لأيام وقف إطلاق النار الهش السابق، وقصة #حرق_الثقافة المحزنة للعدو مستمرة؛ بحساب تقريبي نصل إلى رقم مرعب: أكثر من سبعة ملايين نسخة كتاب!!

هذا #الهولوكوست الثقافي والعلمي والهوياتي، هو نتاج حضارة أوروبا-أمريكا وأكثر جيش في العالم أخلاقية(!) وبالطبع صمت المجتمع الدولي؛ الذي بالإضافة إلى المرأة، والطفل، والطالب، والأستاذ، والباحث، يضرب أيضًا ذلك المصدر الملهم والجذر الثقافي-الهوياتي الرئيسي #للمقاومة الشعبية، وبالطبع سيفشل مرة أخرى؛ لأن الإيمان والفكر الإلهي لا يُدمران أبدًا.

 

أکتب تعلیقا
capcha